مصر تبعث برسالة شكوى ثانية لمجلس الأمن بشأن سد المهضة

مصر تبعث برسالة شكوى ثانية لمجلس الأمن بشأن سد المهضة
أكد عمار علي حسن الأكاديمي المصري والباحث السياسي أن مسألة انصراف المواطن المصري عن الاهتمام بالشأن السياسي خلال الثمانية أعوام الأخيرة لا تحتمل المغالطة.

وأرجع ذلك إلى طاقة المواطن التي استُهلكت وبلغت حد التشبُّع ثم التراجع خلال المدة الماضية، قياسًا على تجارب دول أخرى وهذه طبيعة بشرية في الاهتمام وانزواء الاهتمام، وفق تعبيره.

وأردف “الاهتمام بالشأن العام من الممكن أن يؤدي إلى دفع ثمن ما بالنسبة للناشطين السياسيين والأحزاب وغيرها، والأمر ينسحب كذلك على الكتابة السياسية، كما أن البرامج صارت منزوعة السياسة أو تطرح وجهة نظر واحدة ما قلّل اهتمام الشارع بالقضايا السياسية”.

وأضاف “لا يمكن على الإطلاق أن تستمر مصر خاضعة للقيود، وفتح المجال العام بات ضرورة، ومن بيدهم الأمر يدركون ذلك، وستصل مصر إلى ما تريده في قضية الحريات العامة”.

وأشار إلى أن السلطة في مصر بدأت تستجيب لتحركات الشارع قائلًا “قوة المجتمع المصري حاضرة وكثيرًا ما اختبرتها السلطة في السنوات الأخيرة، مثل تأخير تفعيل قرارات الضرائب والعقارات والاستجابة الإعلامية لبعض نداءات الرأي العام”.

وتابع “الحرية تراجعت عما كانت عليه قبل ثورة يناير 2011، وأؤمن أن الحرية لا تُوهب وإنما تُنتزع، وليس السجن هو الثمن الوحيد للإدلاء بالرأي أو الحديث في الشأن العام، وإنما هناك أثمان قد تُدفع مثل المنع من الكتابة أو التضييق على الرزق والحملات الإلكترونية التي يتعرض لها المتحدث في الشأن العام، وأنا من هؤلاء”.
أزمة سد النهضة

وبشأن أزمة سد النهضة قال حسن “إن مجلس الأمن يتدخل عندما تلتهب الأمور، وقد صار هذا معروفًا ومقبولًا في المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن ذلك يرتبط بضعف مهام مجلس الأمن، والذي يُفترض أن يتحرك قبل انفجار المواقف والأزمات وليس بعد تأزّمها”.

ولفت إلى أن الدبلوماسية المصرية تدرك الموقف بأبعاده المختلفة، وتعرف الخطوات المتبعة في مجلس الأمن إلا أنها تريد من هذه الخطوة أن تضع المجتمع الدولي كله أمام مسؤولياته وتنبيهه إلى الخطر الوشيك وفق ما ورد في الرسالة المصرية للمجلس.

وقدمت القاهرة رسالة مكوَّنة من 72 صفحة تشرح فيه الأضرار المترتبة على التحركات الإثيوبية الأحادية للتعبئة الثانية، وتحذر من تداعيات هذه الخطوة على الوضع إقليميًّا ودوليًّا.

وأضاف الأكاديمي المصري أن مجلس الأمن قد يتخذ موقفًا فعليًّا إذا ما رصد تحركات على الأرض تُنذر بحرب أو مواجهة عسكرية، لكن وفق الوضع الحالي والذي لا تظهر فيه نوايا حقيقية لتدخل عسكري في أزمة سد النهضة، فإن مجلس الأمن يرى أن المسألة ما زالت قابلة للتفاوض.

وتابع “تشجيع مجلس الأمن على المفاوضات يأتي بالرغم من مرور 10 سنوات على التفاوض لم تثمر شيئًا على الإطلاق -حتى هذه اللحظة- نتيجة تعنت إثيوبيا”.

وفي معرض إجابته عن سؤال بشأن الإصرار الإثيوبي على الملء الثاني -وربما الثالث والرابع- دون أن تعير دولتي المصب اهتمامًا، أجاب عمار علي حسن “هذا يعني أن إثيوبيا تواصل حربها غير المعلنة”، مضيفًا “أعتقد أن الحرب قد دارت منذ تحويل أديس أبابا سعة السد من 11 مليار متر مكعب إلى سدٍ يحجز 74 مليار متر مكعب”.

وأكد الأكاديمي المصري أن الدراسات الفنية للسد في صورته الحاليَّة لم يُتفق عليها بين الجانبين، فضلًا عن أن إثيوبيا لا تُقدم معلومات كافية، وعدم وضوح الرؤية لمجلس الأمن “عيبٌ في التصور من جانب المجلس، علاوة على نقص في الدعاية وإيصال الرأي المصري السوداني إلى المجتمع الدولي”.

وحمّل حسن دولتي المصب المسؤولية عن حالة الإرباك وتضارب التصريحات لا سيما مع تصريح وزير الخارجية المصري بشأن عدم تضرر بلاده من الملء تارة ثم الحديث عن التضرر الشديد تارة أخرى.

وعن بواعث تمسُّك القاهرة باتفاق المبادئ المُبرم عام 2015، قال عمار علي حسن إن الاتفاق لم يُعرض على البرلمان ولم يُنشر في الجريدة الرسمية، ويتحدث هذا الاتفاق عن حسن النوايا والإجراءات المشتركة، مضيفًا “ربما لجأت مصر إلى اتفاق المبادئ لأن إثيوبيا تصنِّف كل الاتفاقات السابقة على أنها استعمارية، وهذه مغالطة إثيوبية كبرى”.

واستغرب الأكاديمي المصري من تمسُّك صانع القرار المصري والسوداني باتفاق المبادئ، وقال “لا أدري! ربما صانع القرار يعتقد أن هذا الإعلان لا يزال له دور، وليس الأمر قاصرًا على القاهرة فحسب، إذ إن الخرطوم لم تتحدث عن الخروج من اتفاقية المبادئ”.

واستطرد “من الضروري أن يُطرح هذا النقاش داخل مصر، سواء في البرلمان أو من خلال حوار وطني جاد يشارك فيه أساتذة في القانون الدولي والري والعلوم السياسية وبعض الفعاليات السياسية المنظمة مثل الأحزاب وصولًا إلى قرار نهائي”.
رد فعل الشارع المصري

وردًا على سؤال: لماذا لا يكترث الشارع المصري كثيرًا بخطورة الموقف الحالي؟ أجاب عمار علي حسن “يعوِّل كثيرون في الشارع المصري على تحركات السلطة السياسية في اللحظات الأخيرة”.

واستدرك “لكنني -ككاتب روائي وباحث في علم الاجتماع- أخالط الناس وأنصت جيدًا، تشكِّل لهم هذه الأزمة هاجسًا وإن لم يثرثروا فيه كثيرًا، ولا يُمكن تخيُّل جفاف النيل، وهي القضية -ربما الوحيدة- التي لا خلاف عليها في مصر وقضية كل مصري إلى قيام الساعة، والجميع ينتظر أن تتصرف الدولة باقتدار في هذا الملف”.

وبافتراض فشلت الدبلوماسية في احتواء الوقف ورد فعل الشارع حينها، قال الأكاديمي المصري إن كل الموازين قد تختل إذا وقع جفاف للنيل، ولن يغفر الشارع لأحد هذا الإهمال، خاصة أن رئيس الجمهورية -عبد الفتاح السيسي- قد أكد غير مرة أن حصة مصر من المياه لن تنقُص قطرةً واحدة.

ندعوكم لمتابعة الجزيرة مباشر البث الحي
تابعونا على :

الجزيرة مباشر على الإنترنت

http://Mubasher.aljazeera.net

http://Sharek.aljazeera.net

http://www.Facebook.com/ajmubasher

http://Twitter.com/ajmubasher
http://www.YouTube.com/aljazeeramubasher

http://www.instagram.com/ajmubasher
--------------------------------------

Видео مصر تبعث برسالة شكوى ثانية لمجلس الأمن بشأن سد المهضة канала Al Jazeera Mubasher قناة الجزيرة مباشر