Загрузка страницы

الإختيار و مداركه للإنسان.ما تكن صدورهم؟الإنسان مخير في أشياء و مسير في أشياء أخرى.

(وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) أي ليس لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله قضاء أن يتخيروا من أمرهم غير الذي قضى فيهم ويخالفوا أمر الله ورسوله وقضاءهما ويعصياهما

والخلاصة - لا ينبغي لمؤمن ولا مؤمنة أن يختارا أمرا قضى الرسول بغيره ثم أكد ما سلف بقوله:

(وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا) أي ومن يعص الله ورسوله فيما امرا ونهيا فقد جار عن قصد السبيل وسلك غير طريق الهدى والرشاد، وقد علمت فيما سلف سبب نزول هذه الآية.

ونحو الآية قوله: « فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ».

ثمّ ذكّر الله نبيه بما وقع منه ليزيده تثبيتا على الحق، وليدفع عنه ما حاك في صدور ضعاف العقول ومرضى القلوب فقال:

(وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ) أي واذكر أيها الرسول حين قولك لمولاك الذي أنعم الله عليه فوفّقه للاسلام، وأنعمت عليه بحسن تربيته وعتقه وتقريبه منك: أمسك عليك زوجك زينب، واتق الله في أمرها، ولا تطلقها ضرارا، وتعللا بتكبرها وشموخا بأنفها، فإن الطلاق يشينها، وربما لا يجد بعدها خيرا منها.

وفي التعبير بأنعمت عليه إيماء إلى وجه العتب بذكر الحال التي تنافى ما صدر منه عليه السلام من إظهار خلاف ما في نفسه، إذ هذا إنما يكون حين الاستحياء والاحتشام، وكلاهما مما لا ينبغي أن يكون مع زيد مولاه (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ) أي وأنت تعلم أن الطلاق لا بد منه، بما ألهمك الله أن تمتثل أمره بنفسك لتكون أسوة لمن معك ولمن يأتي بعدك، وإنما غلبك في في ذلك الحياء وخشية أن يقولوا تزوج محمد مطلّقة متبناه، فأنت تخفى في نفسك ما الله به من الحكم الذي ألهمك (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) أي وتخاف من اعتراض الناس والله الذي أمرك بهذا كله أحق وحده بأن تخشاه، فكان عليك أن تمضى في الأمر قدما، تعجيلا لتنفيذ كلمته وتقرير شرعه.

ثم زاد الأمر بيانا بقوله:

(فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَرًا زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا) أي فلما قضى زيد منها حاجته وملّها ثم طلقها جعلناها زوجا لك، لترتفع الوحشة من نفوس المؤمنين ولا يجدوا في أنفسهم حرجا من أن يتزوجوا نساء كنّ من قبل أزواجا لأدعيائهم.

(وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) أي وكان ما قضى الله من قضاء كائنا لا محالة أي إن قضاء الله في زينب أن يتزوجها رسول الله كائن ماض لا بد منه.

روى البخاري والترمذي « أن زينب رضي الله عنها كانت تفخر على أزواج النبي ﷺ تقول: زوجكن أهلوكنّ وزوّجنى الله تعالى من فوق سبع سموات » وأخرج ابن جرير عن الشعبي قال: « كانت تقول للنبي ﷺ إني لأدلّ عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدلّ بهن: إن جدى وجدك واحد، وإني أنكحك الله إياي من السماء، وإن السفير لجبريل عليه السلام ».

ثم أكد ما سلف بقوله:

(ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ) أي ليس على النبي حرج فيما أحل الله له من نكاح امرأة من تبناه بعد فراقه إياها.

ثم بين أن الرسول ﷺ ليس بدعا في الرسل فيما أباح له من الزوجات والسراري فقال:

(سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ) أي إن الله سن بك أيها الرسول سنة أسلافك من الأنبياء الذين مضوا من قبل فيما أباح لهم من الزوجات والسراري، فقد كان لسليمان وداود وغيرهما عدد كثير منهن.

وفي هذا ردّ على اليهود الذين عابوه ﷺ (وحاشاه) بكثرة الأزواج.

(وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا) أي وكان أمر الله الذي يقدره كائنا لا محالة وواقعا لا محيد عنه، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.

ثم وصف الذين خلوا بصفات الكمال والتقوى وإخلاص العبادة له وتبليغ رسالته فقال:

(الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ) أي هؤلاء الذين جعل محمد متبعا سنتهم وسالكا سبيلهم هم الذين يبلغون رسالات ربهم إلى من أرسلوا إليهم، ويخافون الله في تركهم تبليغ ذلك، ولا يخافون سواه.

والخلاصة - كن من أولئك الرسل الكرام، ولا تخش أحدا غير ربك، فإنه يحميك ممن يريدك بسوء أو يمسك بأذى.

(وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيبًا) أي وكفى الله ناصرا ومعينا وحافظا لأعمال عباده ومحاسبا لهم عليها.

ولما تزوج رسول الله ﷺ زينب قالوا تزوج حليلة ابنه فأنزل الله:

(ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) أي ما كان لك أن تخشى أحدا من الناس بزواج امرأة متبناك لا ابنك، فإنك لست أبا لأحد من الناس، ولكنك رسول الله في تبليغ رسالته إلى الخلق، فأنت أب لكل فرد في الأمة فيما يرجع إلى التوقير والتعظيم ووجوب الشفقة عليهم كما هو دأب كل رسول مع أمته.

وخلاصة ذلك - ليس محمد بأب لأحد منكم أبوة شرعية يترتب عليها حرمة المصاهرة ونحوها، ولكنه أب للمؤمنين جميعا فيما يجب عليهم من توقيره وإجلاله وتعظيمه كما أن عليه أن يشفق عليهم ويحرص على ما فيه خيرهم وفائدتهم في المعاش والمعاد وما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة.

Видео الإختيار و مداركه للإنسان.ما تكن صدورهم؟الإنسان مخير في أشياء و مسير في أشياء أخرى. канала طريق الهداية
Показать
Комментарии отсутствуют
Введите заголовок:

Введите адрес ссылки:

Введите адрес видео с YouTube:

Зарегистрируйтесь или войдите с
Информация о видео
8 апреля 2021 г. 9:00:08
00:06:04
Другие видео канала
ما هو على الغيب بضنين؟لمن شاء منكم أن يستقيم؟لماذا تطبيق المنهج/الإستقامة يحتاج إلى وقت؟أيهما أصعب ؟ما هو على الغيب بضنين؟لمن شاء منكم أن يستقيم؟لماذا تطبيق المنهج/الإستقامة يحتاج إلى وقت؟أيهما أصعب ؟توصيف الدعاء؟طريقة الدعاء؟ما دعاء الثناء؟كيف تعرف مراد الله فيك؟ بين مدار العبادة و الدعاء؟توصيف الدعاء؟طريقة الدعاء؟ما دعاء الثناء؟كيف تعرف مراد الله فيك؟ بين مدار العبادة و الدعاء؟الإعتراف بالخطأ فضيلة.أسس البحث العلمي؟كيفية التلقي؟مشكلة التسليم للتفاسير القديمة؟الإعتراف بالخطأ فضيلة.أسس البحث العلمي؟كيفية التلقي؟مشكلة التسليم للتفاسير القديمة؟لمن الشفاعه؟الدعاء للميت؟تغيير خلق الله.بركة القران لمن؟لمن الشفاعه؟الدعاء للميت؟تغيير خلق الله.بركة القران لمن؟من السابقون السابقون؟أهم في الدنيا أم في الأخرة؟مغزى اليد اليمنى و اليد اليسرى.مغزى الميمنة المشئمة؟من السابقون السابقون؟أهم في الدنيا أم في الأخرة؟مغزى اليد اليمنى و اليد اليسرى.مغزى الميمنة المشئمة؟والذين هم على صلواتهم يحافظون.أولئك هم الوارثون.لماذا العبادة على مراد الله؟من هم الأخسرين أعمالا؟والذين هم على صلواتهم يحافظون.أولئك هم الوارثون.لماذا العبادة على مراد الله؟من هم الأخسرين أعمالا؟السحر ما بين القرأن والسنة - جزء 8السحر ما بين القرأن والسنة - جزء 8توصيف أدب القران؟ما الحديث القدسي و من أين جاء؟توصيف الأحاديث؟توصيف أدب القران؟ما الحديث القدسي و من أين جاء؟توصيف الأحاديث؟هل الفقر إهانة والثراء تكريم من الله؟كيفية التلقي الصحيح ونتائجه.الصبر ركن كل العبادات.هل الفقر إهانة والثراء تكريم من الله؟كيفية التلقي الصحيح ونتائجه.الصبر ركن كل العبادات.كل منا مسؤول أمام الله.ولقد جئتمونا فرادى.أنا لا أملك الحقيقة الكاملة/المطلقة.كل منا مسؤول أمام الله.ولقد جئتمونا فرادى.أنا لا أملك الحقيقة الكاملة/المطلقة.مراحل الإدراك أربعة؟لغة القران شيء و اللغة العربية شيء أخر؟تعريب الكلمات.مراحل الإدراك أربعة؟لغة القران شيء و اللغة العربية شيء أخر؟تعريب الكلمات.هل الإسلام دين لكل الناس؟الفرق بين التحذير والتوجيه؟ من عطاءات الله أن يمنع عنك.هل الإسلام دين لكل الناس؟الفرق بين التحذير والتوجيه؟ من عطاءات الله أن يمنع عنك.معنى جنة؟ تعريف اللغوي للإنس والجن؟جنة الخلد ليس الجنة التي كان فيها آدم و زوجه.الفرق بين الجنات؟معنى جنة؟ تعريف اللغوي للإنس والجن؟جنة الخلد ليس الجنة التي كان فيها آدم و زوجه.الفرق بين الجنات؟إذا منع الله عنك فهو عطاء من الله.ما هي عين الفتنة؟الإبتلاء و المشقة فضل من الله.اهميه فضيله الصبر.إذا منع الله عنك فهو عطاء من الله.ما هي عين الفتنة؟الإبتلاء و المشقة فضل من الله.اهميه فضيله الصبر.لماذا وصف يعقوب الدم بالكذب؟كيفية التغلب على الحزن؟توصيف السجود؟لماذا وصف يعقوب الدم بالكذب؟كيفية التغلب على الحزن؟توصيف السجود؟تعريف السباب في اللسان العربي؟هل كان الرسول يشتم ويسب؟العلماء ورثة الأنبياء حديث ضعيف.تعريف السباب في اللسان العربي؟هل كان الرسول يشتم ويسب؟العلماء ورثة الأنبياء حديث ضعيف.ايات القران إستدلال لبعضها البعض.من هو الموقن؟الله نزل أحسن الحديث.ما الذكر و ما الكتاب و ما القران؟ايات القران إستدلال لبعضها البعض.من هو الموقن؟الله نزل أحسن الحديث.ما الذكر و ما الكتاب و ما القران؟علم الله آدم الأسماء كلها  إلهاما.لماذا لم تجادل الملأئكة كما جادل إبليس؟انبأء آدم الملأئكه بأسمائهمعلم الله آدم الأسماء كلها إلهاما.لماذا لم تجادل الملأئكة كما جادل إبليس؟انبأء آدم الملأئكه بأسمائهمنوعين من الناس يتعاملون مع ستر الله لهم؟مناط السعي والإتكال؟المؤمن الحق مدرك لتدبير و قدرة اللهنوعين من الناس يتعاملون مع ستر الله لهم؟مناط السعي والإتكال؟المؤمن الحق مدرك لتدبير و قدرة اللهمن الشهيد؟لتكونوا شهداء على الناس؟أعلى درجات اليقين؟الستر والإمهالمن الشهيد؟لتكونوا شهداء على الناس؟أعلى درجات اليقين؟الستر والإمهال
Яндекс.Метрика