عزيز صالح النومان ,, حاكم الكويت بعد إحتلال صدام حسين لها ,,سلسلة أزلام النظام من قناة مكامن التاريخ

مِن مُراقِبٍ زِراعِيٍّ مَغْمورٍ في قَضاءِ الشَّطرَةِ بالنَّاصِريَّةِ ، إلى حاكِمِ الكوَيت بعدَ احتلال العِراقِ لها ....
عَزيز صالح النُّومان الخَفاجيّ أو كَما يُعرَف بِعَزيز صالح النُّومان مُحافِظُ الكُوَيت في فَترَةِ حَرب الخليج ، عُيِّنَ خَليفًا لـ (عَلي الكيماويّ) عليها.

وُلِدَ عزيز النومان في (الأولِ من يوليو عامَ ألفٍ وتسعمائَةٍ وواحِدٍ وأربعين) في النَّاصِريَّة ، مُحافَظَةِ ذي قار ، دَرَس الإبتدائِيَّةَ في النَّاصريّة ومِن ثّمَّ في إعداديَّةَ الزِّراعَة في مَدينَة الشَّطرة .
إبْتَدَأَ النُّومان صَولاتِهِ الحِزبِيَّة والتَّي قادَتهُ لأَعلى المَرافِعِ في الدَّولَةِ العِراقِيَّةِ تَحتَ حُكمِ صَدام حُسين ، بِتكوينِ خلايا صَغيرة مِن طُلابِ الإتِّحادِ الوَطَنيّ في إعدادِيَّةِ الزِّراعَةِ في (الشَّطرة) للتَرَبُصِ بالشيوعيين والإعِتِداءِ عَليهم.
بَعدما أنهى الإعداديَّة بدأ مَسيرَتَهُ العَمَليَّةِ كَمُراقِبٍ زراعيّ ، وَلكنَّ ضلوعَهُ في الأمورِ السياسيّة جعَلَهُ يبحَثُ دومًا عن طَريقٍ للوصولِ إلى حِزبِ البَعثِ العِراقيّ وساعَدَهُ على ذَلِكَ شُرطيٌّ يُدعى (حَسون) وأصبَحَ بِرفقَتِهِ دائِمًا في مُطارَدَةِ الشيوعيين ، وَلِيَنظَمَ إلى حِزبِ البَعثِ في منتَصَفِ السَّبعينيات .

تَقَلَدَ النُّومان مَنصِبَ مُحافِظٍ لكربلاءِ عامَ (ألفٍ وتسعمئةٍ وستةٍ وسبعين ) خلالَ فَترةِ حُكمِ الرَئيس ( أحمد حَسن البكر) واستَمَرَ في مَنصِبِهِ حتَّى وَصَلَ صَدَّام حُسين إلى الحُكمِ عامَ (ألفٍ وتسعمئةٍ وتسعَةٍ وسبعين) ليوَليهِ صَدام حُسين مَنصيبَ مُحافِظٍ للنَجَف ، وَتَوسَعَ نَشاطُهُ الحِزبيّ في تلكَ الفترة ، حَتَّى شارَكَ في جَريمَةِ تَرحيل الكُردِ الفيليِّين من العِراق وَمُصادَرَةِ أراضيهم ، وَحِرمانِهم من الجِنسيَّةِ العِراقيَّةِ واعتبارِهم إيرانيين ، بالرُّغم منِ كونِهم شيعيين مِثلَهُ ، حيثُ تَمَّ تَرحيلُ مايزيدُ عَن (ثلاثِمئةٍ وَستين ألفٍ ) إلى إيران واختِفاءِ مايَزيدُ عن (خَمسَةَ عَشر ألفٍ) ولمْ يُعثَر حتَّى على رُفاتِهم مِنَ الإبادَةِ الجماعيّة، وفي هذه الفَترة زادت ثِقَةُ صَدام حُسين بهِ.

وَصَلَ إلى مَنصِبِ وَزيرٍ للزِراعَةِ و الإصلاحِ الزِّراعيّ عامَ (ألفٍ وتسعمئةٍ وسِتَةٍ وثَمانين) وَكانت نشاطاتُهُ في تِلكَ الفَترَةِ مُقتَصِرَةً على مَجالِهِ الزِّراعيّ فَقط ، ولم يَستمِر في هذا المنصب سوى عامٍ واحد .
وَلَكن ما سِرُّ توالي الأحداث والمَناصِبِ العُليا الّتي تتابع في الإرتقاء إليها ؟
عزيز صالح النَومان لَديهِ الوَلاءُ الشَديدُ لِقائِدهِ صَدام حُسين وكانَ على استعدادٍ لِقَتلِ أيِّ شخصٍ يحاوِلُ الإساءةَ لِصَدام حُسين وَحِزِبِ البَعث ، حَتَّى وإن كانَ شيعيًا مِثلَهُ أو مِن أبناء جِلدَتِه

وَلَمعَ نَجمُ النومان بَعدَ غَزوِ الكويت والحَرب الَّتي شَنها صَدام حُسين عليها ، لِيَتَولى مَنصِبَ مُحافظ الكويت بعد حرب الخَليج الثانية عام (ألفٍ وتسعمئةٍ وواحدٍ وتسعين)، عَقِبَ تَولِّي "علي حَسن المَجيد ذلكَ المَنصب عام (ألفٍ وتسعمئة وتسعين) ، وبَدأ مرحَلَةَ التنكيل والتَعذيب وارتِكابِ فَضائِعَ ضِدَّ المواطنين الكُويتيين في فَترةِ تولِّيهِ ذلكَ المَنصِب حَتَّى تَمَّ تَحريرُ الكويت ، ليَنتَقِلَ بَعدها للتنكيل في أبناء جلدَتهِ وارتكاب ابشع الجرائم في قَمعِ الإنتفاضَة الشعبانيَّة في (الثالث من آذار عام ألفٍ وتسعمِئةٍ وواحدٍ وتسعين ) وَقَتلِ مئاتِ الآلاف وتشَّرُدِ وَهَرَبِ الكثيرين من الجنودِ والثُّوارِ والسُّكان إلى الأهوارِ لِيَضلَعَ النومان في جَريمَةِ تَجفيفِ الأهوار وَقتلِ الثُّوار الفارين والشيعة وإحراقِ آلافِ الكيلومترات منَ الأراضي الزراعيَّة وتدميرها وتحويلها إلى كارِثَةٍ بيئيَّة .

وَصَلَ النَّومان إلى عضويَّةِ قيادَةِ مَجلِسِ الُثَّورَةِ العراقي عامَ ألفٍ وتسعمائَةٍ وأربَعَةٍ وتسعين ، وَبَقيَ في هذا المنصِب حتى بَدأ الغَزو الأمريكي على العِراق وَ سقوطِ بَغداد عامَ ألفين وثلاثة ، وَلم يَخطُر في بالِ عَزيز النومان سوى الهَرب خوفًا من وقوعِهِ في أيدي العراقيين الَّذين يكِنُّونَ له الكراهية ويُريدون الإنتقام ، وكَونَهُ المطلوب رَقَم ثَمانية في قائِمَةِ المطلوبين لدى أمريكا على أوراقِ اللَّعب ، تَمَّ القَبضُ عَليهِ في (الثّاني والعشرين من مايو عامَ ألفين وثلاثة) مُختَبِئً في مَنطِقَةِ المَنصور في بيتِ أحَدِ أقارِبِه (علاء المَولى) وهوَ خالُ زَوجِ ابنَتِه و إعلاميٌّ بَعثيٌّ قامَ بمُساعَدَتِهِ كَثيرًا للتواري عن الأنظار ،ومع ذَلك تَمَكن الأمريكان من القبض عليه وبقيَ محجوزًا لديهم حتى عام (ألفين وإحدى عَشَر ) وَلَم يَصدُر بِحَقِهِ أيُّ حُكم ، لِيَتِمَّ بَعدها تسليمُهُ للسُلطات العِراقيَّة الَّتي بدأت بِدورِها في إٍستِجوابِهِ وبالرُّغمِ من كَونِهِ الوَحيد من ضمن قادات صدام حُسين المحاكَمين الَّذي صَرَّحَ بِأنَّهُ يُريدُ من المَحكَمَةِ أن توَّكِلَ لَهُ مُحاميًا وأنَّهُ يَثِقُ بِهَذهِ المَحكَمَةِ ثِقَةً عَمياء إلا أنَّهُ تَلَّقَّى حُكمًا بالإعدام عامَ (ألفين وَتسعة).
وَلم يُنَفَذ الحُكمُ حَتى الآن وَلم تَصدُر أيَّةُ أخبارٍ عن وَفاتِه ، فَيا تُرى هل ما زال على قيد الحياة ؟؟ وأينَ هو الآن.؟

Видео عزيز صالح النومان ,, حاكم الكويت بعد إحتلال صدام حسين لها ,,سلسلة أزلام النظام من قناة مكامن التاريخ канала مكامن التاريخ